استخدام الانترنت عامة واليوتيوب خاصة فيما يرضي الله تعالى
لا شك أن الانترنت ووسائل
التواصل الاجتماعي الموجودة الآن نعمة عظيمة جدا من نعم الله
عز وجل علينا نحن كمسلمين، ولكن بشرط استخدامها الاستخدام الصحيح فيما يرضي الله
تعالى لا فيما لا يرضيه، ولذلك حين يُستخدم اليوتيوب أو أي وسيلة من وسائل التواصل
الاجتماعي فيما يرضي الله تعالى فإنها تحقق نتائج مذهلة وغير متوقعة تماما على
المستوى الدعوي، فأي عالم أو داعي أو واعظ حينما ينشر فيديو دعوي أو فيديو ديني
على منصة اليوتيوب أو على غيرها من المنصات تخيل كم المشاهدات التي يتحصل عليها من
هذا الفيديو من المشتركين على قناته أو من غير المشتركين؟! كما كبير جدا طبعا لا
شك، وهذا نراه كثيرا جدا للعلماء والدعاة المعروفين المشهورين على اليوتيوب التي
يصل مستوى مشاهدات فيديوهاتهم وقنواتهم إلى ملايين المشاهدات من كل أنحاء الدنيا،
فمهما وصل بهم درجة المتابعين لدروسهم ومحاضراتهم في المساجد فلن يصل أبدا مستوى
مشاهدتهم للمتابعين لهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لأسباب كثيرة جدا منها:
أن هذا العالم قد يكون في بلد بعيد جدا عن محبيه ومتابعيه،
فلا يستطيعوا أن يحضروا له بسبب المشقة في ذلك.
ومنها سهولة ويسر استخدام مواقع التواصل، حيث يستطيع المشاهد
أن يرى من يحب من العلماء في أي وقت وفي أي مكان حتى ولو كان ممددًا على أريكته
بدون بذل المجهود في وعثاء السفر والرحلة الى العالم، وغيرها كثير جدا.
ولذلك يجب أن تستغل هذه النعمة فيما يرضي الله تعالى، ولا
تستغل فيما يغضب الله، فلا تقوم أبدا أخي الحبيب برفع الفيديوهات التي تحرض على أي
شيء يغضب الله كالأغاني والأفلام والمسلسلات وغيرها، حتى وإن كانت هذه الفيديوهات
تحقق مستوى عالي جدا من المشاهدات وهي للأسف كذلك، ولكن تبعتها عليك خطيرة جدا في
الدنيا والآخرة، حيث تظل هذه الفيديوهات المنشورة في سجل سيئات اصحابها، كلما
شاهدها أحد وضعت في سجل سيئاتهم إلى أن تقوم الساعة، والله عز وجل قال في القرآن
العظيم: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ
كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ
بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا
وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ
شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا
وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ
أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ) والمعنى أنه من عمل حسنة
معينة فله أجرها وأجر كل من يعمل بها في حياته وبعد مماته، فعند رفع فيديو مفيد
ونافع مثلا فإن كل من يشاهده ويتعلم منه ويعمل به فإنه يؤجر على ذلك بلا شك، ومن
ثم يؤجر صاحب هذا الفيديو بنفس أجر من شاهده وعمل به، فتخيل كم المشاهدات لهذا
الفيديو وكم العاملين والمستفيدين من هذا الفيديو إلى يوم القيامة!!.
وكل هذا يأتي ويصب في ميزان حسناتك يوم القيامة، وهذا فضل كبير
جدا من الله تعالى، ولكن للأسف العكس بالعكس، فإذا تم رفع فيديو فيه ما لا يرضي
الله تعالى كفيديوهات الاغاني والافلام وغيرها فإن الأمر ينعكس تماما، فإن كل من
يشاهد هذا الفيديو فسيأثم بالتأكيد، وكلما زادت نسبة المشاهدة لهذه الفيديو زاد
الإثم والوزر عليهم، وكل هذا الآثام والأوزار لمشاهدين هذا الفيديو لا شك أيضا
أنها ستوضع وتصب فوق رأسك أنت صاحب ومنشيء الفيديو في ميزان سيئاتك يوم القيامة،
وأرجو أخي وأختى في الله أن تتخيلوا كم الذنوب والآثام التي ستوضع فوق رأس هؤلاء
أصحاب هذه القنوات التي لا ترضي الله يوم القيامة؟؟؟؟؟
شيء صعب جدا ولا يمكن تخيله، فلماذا أخي الحبيب تضع نفسك في
هذا الموقف المخزي؟!!، ولماذا تعرض نفسك للحسرة والندامة يوم القيامة؟؟! من أجل
ماذا؟؟!
واعلم أيضا أخي الحبيب أن هذه القنوات إذا تم تحقيق الربح من خلالها
فإن هذا الربح لا شك أنه ربح حرام لا يجوز وهذا أمر مؤكد ولا شك فيه ، لأنه جاء من طريق غير شرعي من خلال
مشاهدة هذه الفيديوهات التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى، وإن كنت تشك بهذا الأمر
فيكفيك فقط أن تسأل أي عالم دين وتستفتيه في هذا الأمر وسترى الإجابة بإذن الله
تعالى واضحة كوضوح الشمس.
ولذلك أنصح كل مبتدئ على اليوتيوب أو كل من يريد إنشاء قناة على
اليوتيوب أو حتى من لهم قناة مفعلة أن يبتعدوا تمامًا عن أي فيديوهات لا ترضي الله
تعالى، مهما كانت نسبة المشاهدة، ومهما كان الربح الحاصل منها، فإن هذا الربح
حرام، وسيرجع على صاحب القناة بالندم والخزي في الدنيا والآخرة إذا لم يتب إلى
الله تعالى.
ولله الحمد قنوات كثيرة كانت تعرض محتوي مخالف للدين ولما علمت
أن هذا الأمر حرام وفيه مخالفة كفت وانتهت فورًا عن هذا المحتوى، حتى أن منهم من
حذف قناته نهائيًا من على اليوتيوب، وكانت قناته مُفعل عليها الدخل، ويحقق منها
عائد كبير ولكنه حذفها وتركها لله سبحانه وتعالى، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا
منه كما قال النبي صلى الله عله وسلم، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الحلال الطيب
وأن يبارك لنا فيه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا ما أحببت أن أبدأ به في أول فيديو لي على هذه القناة، وذلك من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة) والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق